قمة مانشستر يونايتد وأرسنال- صراع المهاجمين الجديد بين التاريخ والطموح

يستعد فريق مانشستر يونايتد المفعم بالحيوية لمواجهة مرتقبة ضد أرسنال على أرضية ملعب "أولد ترافورد" الشهير يوم الأحد، وذلك ضمن منافسات الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز، مستندًا في ذلك إلى سجل تاريخي حافل بالإنجازات والانتصارات.
ففي سجل المواجهات المباشرة بين الفريقين، والتي بلغت 66 مباراة في الدوري، يظهر تفوق "الشياطين الحمر" جليًا بتحقيقهم 26 فوزًا، بينما اكتفى "المدفعجية" بتحقيق 21 انتصارًا، في حين انتهت 19 مباراة بالتعادل.
وعلى أرضه وبين جماهيره، يزداد تفوق مانشستر يونايتد على أرسنال، حيث تمكن من الفوز في 18 مباراة من أصل 33 جمعتهما على "أولد ترافورد"، بينما لم يتمكن أرسنال من تحقيق الفوز إلا في 5 مباريات فقط، وحسم التعادل نتيجة 10 مواجهات أخرى.
وستتجه الأنظار في هذه القمة الكروية إلى المواجهة الثنائية بين المهاجم السلوفيني الواعد بنيامين شيشكو، والمهاجم السويدي المتألق فيكتور يوكيريس، وتكمن المفارقة في أن كلا اللاعبين كانا قريبين من اللعب في صفوف الفريق المنافس، حيث سعى أرسنال لضم شيشكو في بداية فترة الانتقالات الصيفية، وخاض مفاوضات مضنية مع نادي لايبزيج الألماني، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، ما دفعه للتحول إلى يوكيريس، الذي ترددت أنباء عن إمكانية لحاقه بمدربه السابق في سبورتينج لشبونة، روبن أموريم، والانضمام إلى صفوف مانشستر يونايتد.
لقد قدم يوكيريس مستويات باهرة في صفوف سبورتينج لشبونة خلال الموسمين الماضيين، حيث سجل 97 هدفًا في 102 مباراة، معظمها تحت قيادة المدرب الحالي لمانشستر يونايتد، أموريم، كما سجل 12 هدفًا في آخر 17 مباراة مع منتخب بلاده، مما يؤكد على قدراته التهديفية الفذة.
نجح أرسنال في الظفر بخدماته بعقد يمتد لخمسة أعوام، وذلك في صفقة ضخمة بلغت قيمتها 62.9 مليون يورو، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يوليها الفريق اللندني لهذا اللاعب.
تجدر الإشارة إلى أن يوكيريس سبق له اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أنه لم يتمكن من إظهار قدراته التهديفية مع برايتون، ولكنه تألق بشكل لافت في دوري المستوى الثاني "تشامبيونشيب"، حيث سجل 41 هدفًا في 121 مباراة مع كل من كوفنتري وسوانسي سيتي، مما يؤكد على إمكاناته الكبيرة.
يعاني أرسنال، الذي حل وصيفًا في المواسم الثلاثة الماضية، وما زال يبحث عن لقبه الأول في الدوري الممتاز منذ عام 2004، من نقص في المهاجمين الهدافين في الأعوام الأخيرة، حيث تعرض المهاجم البرازيلي جابريال جيزوس لإصابات متكررة، وقام مدربه الإسباني ميكل أرتيتا بتجربة إشراك الألماني كاي هافيرتس في مركز قلب الهجوم، ولكن دون تحقيق نجاح يذكر.
وعلى الجانب الآخر، منحت إدارة مانشستر يونايتد المدرب أموريم الموارد المالية اللازمة لتعزيز خط الهجوم، وذلك من خلال التعاقد مع شيشكو والكاميروني براين مبومو والبرازيلي ماتيوش كونيا، في صفقات بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني (290 مليون دولار)، وذلك بعد أن اكتفى الفريق بتسجيل 44 هدفًا فقط في 38 مباراة في الموسم الماضي، وهو رقم لا يليق بفريق بحجم مانشستر يونايتد.
سجل شيشكو، الذي يتمتع ببنية جسدية قوية وطول فارع (1.95 م)، 39 هدفًا في 87 مباراة في مختلف المسابقات خلال عامين مع لايبزيج، منها 13 هدفًا مع 5 تمريرات حاسمة في الدوري الألماني في الموسم الماضي، وعلى الصعيد الدولي، سجل 16 هدفًا في 41 مباراة مع منتخب بلاده، مما يجعله إضافة قوية لخط هجوم مانشستر يونايتد.
نجح مانشستر يونايتد في الحصول على خدمات شيشكو بعد منافسة شرسة مع جاره نيوكاسل، قبل أن يحسم الصفقة لصالحه مقابل 99 مليون دولار، مما يؤكد على الأهمية التي يوليها الفريق لتعزيز خط الهجوم.
شهد مانشستر يونايتد أسوأ نتائجه منذ هبوطه في عام 1974 خلال موسمه الأول مع المدرب أموريم، حيث احتل "الشياطين الحمر" المركز الخامس عشر في الدوري الممتاز، وفشلوا في التأهل إلى أي من المسابقات الأوروبية، وذلك بعد خسارتهم نهائي الدوري الأوروبي "يوروبا ليج" أمام توتنهام.
يحتاج كلا الناديين بشدة إلى تحقيق بداية قوية في الموسم الجديد، ومن المرجح أن تكون المعركة بين المهاجمين الجديدين حاسمة في تحديد نتيجة المباراة، وستكون الأنظار متجهة نحوهم لمشاهدة من سيحسم المواجهة لصالحه.