رونالدو في هونج كونج- استقبال الأبطال وتألق يتجاوز خيبة ميسي

المؤلف: هونج كونج ـ الفرنسية08.24.2025
رونالدو في هونج كونج- استقبال الأبطال وتألق يتجاوز خيبة ميسي

استُقبل النجم البرتغالي المتألق، كريستيانو رونالدو، مهاجم فريق النصر السعودي، استقبالًا حافلًا يليق بالأبطال في هونج كونج، قبل أن يقود كتيبة "أصفر العاصمة" ببسالة إلى المباراة النهائية لبطولة كأس السوبر السعودي، وذلك عقب تحقيق نصر ثمين على حساب نادي الاتحاد بنتيجة 2-1 في مباراة اتسمت بالإثارة والندية، ليجسد بذلك مشهدًا مغايرًا تمامًا لما شهده غريمه اللدود، الأرجنتيني ليونيل ميسي، في العام الفائت، عندما حلّ بالدولة الآسيوية ذاتها رفقة فريق إنتر ميامي الأمريكي.

وقدّم الأسطورة، الذي تألق سابقًا في صفوف أندية عريقة مثل مانشستر يونايتد الإنجليزي، وريال مدريد الإسباني، ويوفنتوس الإيطالي، تمريرة حاسمة ذهبية، أسفرت عن هدف الفوز الثمين، وذلك بتوقيع زميله في المنتخب، النجم الصاعد جواو فيليش.

وما أن وطئت قدما النجم المحبوب، الذي تجاوز الأربعين عامًا، أرضية الملعب استعدادًا للإحماء، حتى تعالت أصوات الجماهير الحاضرة، وهتفت باسمه بحماس بالغ "رونالدو، رونالدو"، في أمسية اتسمت بالحرارة والرطوبة العالية، اختتمها العديد من المشجعين بمحاولات محمومة للتسلل والاقتراب من النجم البرتغالي الأسطوري، ولكن دون جدوى.

وانطلقت صيحات التشجيع والتهليل في كل مرة يلمس فيها قائد فريق النصر الكرة، مرتدياً قميصه التاريخي ذي الرقم 7 الذي يحمل بصمته المميزة.

وجاء هذا المشهد الاحتفالي على النقيض تمامًا من رد الفعل الغاضب والعنيف الذي أثاره النجم الأرجنتيني ميسي، عندما ظل حبيسًا لمقاعد البدلاء في مباراة ودية خاضها فريقه إنتر ميامي على أرض الملعب ذاتها في شهر فبراير من العام الماضي.

وأثار غياب النجم الأرجنتيني عن تلك المباراة الودية موجة من صيحات الاستهجان والاستياء، وتصاعدت المطالبات باسترداد قيمة التذاكر من قبل آلاف المشجعين الذين أنفقوا مبالغ مالية طائلة لمشاهدة قائد المنتخب الأرجنتيني، الفائز بكأس العالم 2022، وهو يصول ويجول على أرض الملعب، خلال مباراة استعراضية جمعت فريقه إنتر ميامي ضد نجوم الدوري في هونج كونج، والتي انتهت بفوز إنتر ميامي بنتيجة 4-1.

وفي ذلك الوقت، صرّح النجم الأرجنتيني، البالغ من العمر 38 عامًا، بأنه لم يتمكن من المشاركة في تلك المباراة الودية بسبب معاناته من الإصابة، إلا أن هذا التبرير لم يخفف من حدة التداعيات الكبيرة التي ترتبت على ذلك، والتي دفعت السلطات الصينية إلى إلغاء مباراتين وديتين كان من المقرر أن يخوضهما المنتخب الأرجنتيني على أرضها أمام منتخبي نيجيريا في مدينة هانجتشو، وكوت ديفوار في العاصمة بكين.

وفي أعقاب مشاركة النجم الأرجنتيني لمدة 30 دقيقة في مباراة ودية أخرى خاضها فريقه ضد فيسيل كوبي الياباني بعد أيام قليلة من الواقعة، تصاعدت وتيرة السخط والغضب في أوساط الجماهير الصينية.

وقد فسّر بعض السياسيين والإعلاميين القوميين في الصين غياب النجم ميسي عن المباراة الأولى ومشاركته اللاحقة ضد فيسيل كوبي على أنه نوع من الاستخفاف وعدم الاحترام.

لقد تنافس النجمان ميسي ورونالدو على مدار أكثر من 15 عامًا على عرش النجومية العالمية في سباق محموم ومثير، انقسم فيه المشجعون إلى معسكرين متنافسين، يسعى كل منهما لإثبات أن نجمه المفضل هو الأفضل في تاريخ كرة القدم على الإطلاق.

وقد تفوق النجم ميسي على غريمه في السنوات الأخيرة، ليس فقط بسبب فوزه بجائزة الكرة الذهبية المرموقة كأفضل لاعب في العالم ثماني مرات مقابل خمس مرات للنجم البرتغالي، بل لأنه تمكن أخيرًا وبعد طول انتظار من قيادة منتخب بلاده إلى قمة المجد الكروي والفوز بكأس العالم في دولة قطر.

وعلى الرغم من تقدمهما في العمر، إلا أن كلا النجمين لا يزال يتمتع بشعبية جارفة وشهرة واسعة النطاق، حيث خيّم المشجعون المتحمسون أمام فندق إقامة النجم رونالدو في هونج كونج لمشاهدة نجمهم المفضل عن قرب، بل إن البعض منهم قام بحجز غرف في الفندق ذاته في المدينة التي افتتحت متحفًا خاصًا به خلال الشهر الماضي.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن النجم رونالدو بدا "متأثرًا" للغاية عندما أُبلغ خلال ظهور إعلامي قصير هناك هذا الأسبوع بالاهتمام الكبير الذي يحظى به، خاصة من قبل المشجعين الشباب، ونُقل عنه قوله إن "هذا يعني لي أكثر من أي لقب أو جائزة".

وخلال مباراة كأس السوبر التي جمعته بزميله السابق في ريال مدريد، الفرنسي كريم بنزيما، قائد فريق الاتحاد، افتتح "صاروخ ماديرا" ورفاقه التسجيل عن طريق المهاجم السنغالي المتألق ساديو ماني في الدقيقة العاشرة، ثم سرعان ما رد "النمور" بعدها بست دقائق فقط عن طريق الجناح الهولندي الموهوب ستيفن بيرخفين.

وعلى الرغم من اضطرار فريق النصر لإكمال اللقاء بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 25 نتيجة طرد اللاعب ماني، إلا أن الفريق لم يستسلم وحاول النجم رونالدو مرتين على المرمى قبل ست دقائق من نهاية الشوط الأول، ولكن من دون توفيق، ثم سدد ركلة حرة مباشرة علت العارضة بقليل.

وفي الدقيقة 61، تمكن النجم رونالدو بمهارته الفائقة من صناعة هدف التقدم والفوز لفريقه، حين مرر الكرة بذكاء إلى مواطنه جواو فيليش، الذي لم يتردد في إيداعها الشباك.

واقتحم مشجع شاب يرتدي قميص النجم "رونالدو 7" أرض الملعب أثناء استبدال اللاعب المخضرم في أواخر اللقاء، إلا أن رجال الأمن تدخلوا على الفور ومنعوه من التقاط صورة "سيلفي" تذكارية مع النجم البرتغالي المحبوب.

وبعد إطلاق صافرة النهاية، تدخل رجال الأمن مرة أخرى لتثبيت مشجعين شابين آخرين على الأرض، بعد أن اقتحما الملعب وتوجها مباشرة نحو "الدون".

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة